Books

الخلدان الصماء The Deaf Moles
عيش الخلدان في الأنفاق المعتمة. هناك تتكاثر. تأكل، تشرب، تنام، وتصحو... بعينين مغمضتين. ظلام الجحور أعماها، وطول اختبائها أنساها نور الشمس. سلاحها مخالب وأسنان قوية تقضم الحياة بها قضماً.
هذه الرواية عن خلدان تعيش بيننا، كلٌّ في جحره الذي ابتُلي به.
الفتاة التي ظلمها أهلها وغرّر بها حبيبها ولفظها مجتمعها. ابنتها، ثمرة ذلك الحبّ الملعون، التي تتقاذفها أمواج الظلم اللاحق باللقطاء وهي تتوق لحضن أمّ تعجز عن الاحتضان. الشابّ الذي يبيع أرضه وأهله وصديق عمره ثمن تعامله مع عدوٍّ يؤمّن له لقمةً مغمّسة بالمهانة. الابنة المدلّلة الجميلة التي سيرميها زوجها النزق في جحر الصمت مع مؤونة من أدوية الأعصاب.
ظالمون أم مظلومون؟ مخيّرون أم محكومون بمصائرهم؟ تتلاعب بهم الظروف وتتعاقب الأحداث بصخب في قصصهم الصغيرة المبتورة. يهربون من محطّة إلى أخرى في رحلة لا تنتهي. في ظلمة الحُفَر وصمتها، يقتاتون بفضلات الحياة، يعيشون على هامشها، يخوضونها كلٌّ في قوقعته المعتمة. يخوضونها خلداناً صمّاء...

للموت عيون ملوّنة Death Has Colored Eyes
أيلول عائدٌ، وأنتِ لستِ هنا كي تستقبليه. الشّوقُ يا سوسن... لم أكن أعلم أنّ الشّوق مرضٌ مميت. كلّ الجروح فـِيَّ يمكن رتقُها بغُرَز النّسيان، إلّا فقدك، لن يني هذا الجرح يتّسع كلّما تذكّرتُ أنّي سأحيا العمر من دونك. قلبي يا سوسن يصطلي بالشّوق إليكِ، وهذا الحبر الذي خاصمتُه منذ مدّة، لم أكن لأعود إليه لولاك. من سيترنّم بأغنية شهر ميلادك حال عودته قريبًا؟ هل كانت فيروز تعلم حين غنّت ورقه الأصفر أنّ أيلول سيرجع وإنتِ بعيدة بغيمة حزينة قمرها وحيد؟ سيُبكيني شتاء أيلول يا قمري السّعيد. سيُبقيني وحدي في العتمة والبرد، أحاول إنارة الشّموع سُدًى. أسقمني البحث في العيون الملوّنة عن أثرٍ لعينيكِ يا سوسن. أحيانًا، أتمنّى لو أنّ الرّصاصة اصطفتني أنا لا أنتِ. أنا التي كان يجبُ أن أُقتَل. الرّصاصة كانت ستكون الخلاص مـمّا أعيشه الآن وأنا الآن في عداد الأموات.